أربع أشياء تعلّمتها في ويبوك

في رحلة بناء ونمو أكبر منصة فعاليات بالمملكة 💛

لم تكن الرحلة سهلة ولا الطريق واضح. من 2020 أطلقنا في استديو "هلايلا" للشركات الناشئة عدّة منتجات، اختبرنا عشرات الأفكار الأخرى. سنوات من المحاولات والاختبارات والتجارب.

اليوم ويبوك هي أكبر منصة فعاليات وتجارب في المملكة بأكثر من 5 مليون عميل. تعلّمت دروس لا تقدّر بثمن خلال تلك السنوات الستة، وهنا أربعة من أبرزها:


البزنس الناجح هو اللي يربح

كنت في البدايات من أشد المتحمسين للنمو السريع. لكن مع الوقت ونقاشات كثيرة تعلّمت أن النمو وحده ما يكفي. البزنس الناجح هو اللي يقدر يصمد ويحقق ربح ويعرف كيف ينوّع مصادر دخله. كنا نختبر الربحية من أول يوم، وأحياناً حتى قبل الإطلاق. كنا نعتبرها جزء أساسي من استراتيجية السوق، مو مرحلة لاحقة.

النمو على حساب الربحية مخاطرة كبيرة، وقليلة الشركات اللي تقدر تنجح بهذا الطريق. أما الأغلبية فتدخل دوامة جولات استثمارية وصرف عالي وضغوط متراكمة من المستثمرين.


لا تعطي نفسك خيارات

قبل عامين كان عندنا ورشة عمل لبناء الاستراتيجية مع أحد الشركات العالمية، وذكر الرئيس التنفيذي للقطاع التجاري جملة لفتتني، عندما سأله مقدم ورشة العمل عن أحد أهداف النمو فأجاب "هذا حرب، مو هدف!"

بعد أشهر قليلة بدأنا مرحلة جديدة من النمو المتسارع، سجّل معنا 1,000,000 مستخدم جديد خلال شهر واحد فقط! ‏عندها استرجعت كلمة مديري اللي استغربتها وقتها. تعلّمت من حمدي هذا المفهوم، عندما يكون لديك هدف، لا تضع بدائل وخيارات أخرى في بالك، هو ذاك الهدف فحسب، وجود الخيارات يدخل عقلك في منطقة الراحة بدرجة أو أخرى، يعطيك بدائل وخيارات للانسحاب عند أول صفعة، فلا تهيئ عقلك لتقبّل الهزيمة وأن لم تبدأ بعد!


تقدر تختبر أي فكرة في أسابيع

في أول اجتماع لي بعد انضمامي، كان النقاش حول فكرة ننوي اختبارها في السوق. لا أنسى طلب الرئيس التنفيذي "ايش نقدر نسوي خلال ثلاث أسابيع؟". ظلّت العبارة عالقة في ذهني دائماً، خصوصاً أني كنت جاي قبلها مباشرة من تجربة قضينا 7 أشهر نبني منتج بشكل مثالي، ثم اضطرينا نعيد بناءه من جديد.

تعلّمت أن هناك دائماً اختصارات، وأن أغلب الأفكار ما تحتاج أكثر من نموذج مبدئي أو أحياناً عرض تقديمي أو تصميم تفاعلي. ثقافتنا داخل ويبوك كانت تركّز على "ايش نقدر نختبر خلال أسابيع؟" بدل "متى نكمل بناء المنتج؟". هذا ساعدنا نتخلّص من الأفكار غير المجدية بسرعة، ويخّلي الفريق دائماً متحمّس لأنه يشوف أثر شغله ويتعلّم باستمرار. والتعلّم المستمر كان دائماً وقود للنمو.


الابتكار سلاح أساسي

كنا من أوائل من ابتكر حلول للحد من السوق السوداء للتذاكر، ومن أوائل من دمج مفهوم "المجتمعات" داخل تجربة الحجز. بناءً على أبحاث المستخدمين لاحظنا كثير من الناس يهتمون بمن يرافقهم أكثر من نوع التجربة نفسها، فبنينا عليها ميزات تعزّز التفاعل والعودة.

الابتكار لم يكن مهمة فريق محدد بل جزء من ثقافة الفريق بالكامل. الكل يشارك. الكل يسمع صوت العميل. والكل يقدر يطرح فكرة. هذا خلق بيئة فيها تجريب وتعاون ونضج مستمر في المنتج.


شكراً…

تعلّمت في ويبوك دروس ثريّة مع فريق لا يعرف للطموح حدود. دروس ليست في الكتب ولا في زيارات السيلكون فالي بل من تجربة حقيقية ثرية في سوقنا المحلي. تجربة مهما حكيت عنها فلن أوفيها حقها.

شكراً نديم 💛

شكراً حمدي 💛

شكراً يوسف 💛

شكراً فاروق 💛

شكراً فريق ويبوك الرهيب 💛



نشرة يمان
نشرة يمان
كل سبت

أحكي تجاربي خلال تسعة سنوات في إطلاق الشركات الناشئة واستراتيجيات نمو المنتجات الرقمية، وأحياناً تجارب شخصية.