لماذا لم يعد الابتكار كافي؟
وهل بدأ زمن «المؤسس التقني» في الصعود؟

قبل سنوات كان المشهد في ريادة الأعمال مختلف عن اليوم. كان يكفي أن تكون «شاطر بزنس» لتبدأ شركة ناشئة: تفهم السوق، تعرف كيف تبيع فكرة، تجرب مع العملاء، تكوّن شبكة علاقات للنمو. أما التقنية؟ فكانت مجرد أداة تنفيذ، شيء يمكن الاستعانة بمطوّر خارجي له، أو تأجيله حتى تجد الشريك التقني مع الوقت.
هذا العالم جالس يتغيّر اليوم مع ثورة التقنيات الصاعدة وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، أصبح التقنيين سابقين بخطوة، خصوصًا في المشاريع المعتمدة في جوهرها على التقنية. لماذا؟ لأنه يعرف:
السياق: وين تنفع التقنية ووين ما تنفع.
الحدود: إيش المستحيل أو المكلف الآن.
الإمكانيات: وين الاستخدامات الجديدة الغير مستغلّة.
🚨 الابتكار التقليدي ماعاد يكفي…
سابقًا كانت خطوات مثل التفكير التصميمي وفهم العميل وجلسات العصف الذهني واختبار النماذج الأولية، تُعتبر "قمة" أدوات الابتكار. لكن اليوم؟ هذا صار مجرد الحد الأدنى.
الابتكار الحقيقي اليوم هو أن تستوعب كيف تعمل هذه التقنيات وحدودها وإمكاناتها، وتبدأ بإسقاطها على سياقات حقيقية في السوق بشكل حقيقي قابل للتنفيذ.
أتذكر هنا نصيحة ذكرها لي الأستاذ مجدي إسماعيل في 2020 وكنت وقتها مهتم كثيرًا بأدوات الابتكار، ذكر أن أول خطوة تحتاجها هي فهم التقنيات الصاعدة، لأنك لا تستطيع الابتكار بمعرفة أدوات الابتكار وحدها مثل التفكير التصميمي، بل بثقيف نفسك في التقنيات بشكل مستمر بحيث تعرف كيف تسقط تلك التقنيات على مناطق تحتاج للابتكار.
❓ المؤسس الغير تقني، كيف يلحق؟
الخبر الجيّد، ليس بالضرورة تكون مبرمج، لكن تحتاج تثقّف نفسك كل يوم في التقنيات وكيف تعمل، وماهي إمكانياتها الغير مستغلّة وحدودها الغير ممكنة:
استقطع وقت يومي مقدّس للتعلّم، بطريقتك، نشرات، بودكاست، لقاءات…
جرب أدوات ومنصات تقنية جديدة كل أسبوع.
ووسّع فضولك…
🎯 باختصار، المؤسس لا يكفيه اليوم يكون شاطر بزنس، يحتاج يكون مؤسس مثقّف تقنيًا. من يعرف كيف تعمل هذه التقنيات + يعرف يربطها بمشاكل حقيقية = يكون في مقدّمة الموجة القادمة من الشركات الناشئة.

أحكي تجاربي خلال تسعة سنوات في إطلاق الشركات الناشئة واستراتيجيات نمو المنتجات الرقمية، وأحياناً تجارب شخصية.