الأسبوع القادم؟ يصير خير...
وثلاث تجارب أخرى تعلّمتها وسط الزحمة

مرّيت مؤخرًا بفترة ضغط عمل شديدة، امتدّت لصباحات الجمعة وعصر السبت ومساء الأربعاء. انكسرت سلسلة استمراري في الكتابة اللي حافظت عليها لعام ونصف، من يناير 2024. أشارك هنا بعض التجارب التي خرجت بها من هذه الفترة:
الأسبوع القادم؟ يصير خير
من مايو الماضي تداخلت أولوياتي بشكل مفاجئ، وكردة فعل وجدت نفسي في سباق للسيطرة على كل شيء وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل مايو. لكن أفضل قرار اتخذته كان ترك الصورة الكبيرة مؤقتًا والتركيز على كل أسبوع كأنه مشروع مستقل.
يمكن ما أعرف الخطوات العشر القادمة، لكنني أعرف غالبًا خطوتي التالية. صباح كل سبت أكتب خمس مهام صغيرة جدًا حاب أركز عليها خلال الأسبوع، سواء كانت شخصية، أو عملية، أو اجتماعية. بالنسبة للأسبوع القادم؟ يصير خير.
البيع ليس كاريزما، بل سيكلوجية
خلال السنوات الماضية تداخلت في عملي مع أقسام تطوير الأعمال والمبيعات، كنت أعتقد أن إغلاق الصفقات معتمد بالمقام الأول على قبول الشخص لك، لكن بدأت مؤخرًا أقتنع أن أغلب تكتيكات البيع والإغلاق مرتبطة بعلم النفس أكثر من الكاريزما. بعض العملاء يوافقون لأنك ما أظهرت اهتمام مبالغ، أو لأنك حددت مهلة قصيرة خافوا من الفقد بعدها، أو لأنك عرضت عليهم خيارات أخرى أقل ملائمة.
النتيجة قبولك عند العميل غالبًا أقل تأثيرًا مما تظن، والتوقيت وطريقة العرض غالبًا هي العامل الحاسم. هذه التفاصيل الصغيرة - مهلة قصيرة، بدائل مطروحة، نبرة محايدة - هي ما يحسم القرار، أشبه بـ"مفاتيح غير مرئية" نغفل عنها حين نركّز فقط على تقديم أنفسنا أو إقناع الطرف الآخر بشخصيتنا.
ابحث عن أشخاص تختلف معك وعنك
كنت أعمل تقريبًا مع نفس الفريق خلال الخمس سنوات الماضية، هذا خلّاني معتاد على أسلوب عمل محدد وطريقة تواصل مألوفة. لكن مع بداية 2025 تغير الوضع، صرت أتعامل يوميًا مع أشخاص جدد، مناصب مختلفة، خلفيات متنوعة، وطباع لا تشبه ما اعتدته.
أبرز شيء تعلمته: لا تحكم على الأشخاص من تجاربك مع غيرهم، لكل إنسان حالته وسياقه الخاص، وتفسيرك الأولي غالبًا بعيد عن الدقة. أشخاص كنت أظن أن التفاهم معهم مستحيل، ثم وجدت اختلافنا مصدر قوة. مواقف فسّرتها ثم تبيّن لاحقًا أن لها أبعاد أخرى ما لاحظتها إلا بعد الاقتراب أكثر.
نصف المعركة في رأسك
رغم فترة الصيام عن الكتابة، كتبت خلالها بعض المنشورات الخفيفة، أحدها عن ميل عقولنا لخلق حبكات درامية وتهويل مواقف أضعاف الواقع والممكن والمحتمل. الواقع في أغلب الأحيان أبسط بكثير مما نتخيل. تمرين عقلك على تقبل وتبسيط مخاوفك يوميًا يصنع فارق كبير وملحوظ في حياتك.
في النهاية الانشغال نعمة.
ضغط العمل نعمة.
مسؤوليات الأسرة نعمة.
إجهاد النادي نعمة.
الله لا يكتب علينا الفراغ ومصائبه، قولوا آمين 💛

أحكي تجاربي خلال تسعة سنوات في إطلاق الشركات الناشئة واستراتيجيات نمو المنتجات الرقمية، وأحياناً تجارب شخصية.