مين يفوز الحدس أم البيانات؟
أربع نقاط خليها في بالك إذا قررت تكون "داتا دريڤن"

عشت تجربة إطلاق منتج رقمي خمس مرات خلال تسع سنوات، يغلب على قرارات البدايات الحدس، من حلم، فكرة، فرضية، اختبار، تعديل، ترقيع، تحوير، تركيز، ثم توسيع لشيء ثبت نجاحه.
ومع نمو الفريق وتوسع المنتج، لاحظت نوعين من "الهوشات" فيما يتعلق بأخذ القرارات:
من الفريق: "ليش فلان يأخذ كل القرارات؟ لازم نتحول داتا دريڤن!"
أو من المؤسس: "ليش لازم آخذ أنا كل القرارات بنفسي؟ لازم نتحول داتا دريڤن!"
الموضوع يطول، وهنا لا أدافع عن هذا أو ذاك، ولا أكتب مؤيداً للحدس أو للبيانات، فقط أنوّه لنقاط هامة حول مسألة الاعتمادية الكاملة على البيانات في أخذ القرارات:
البيانات تتحدث عن الماضي
سواء تقرأ بيانات من داخل منتجك مثل أكثر المميزات استخدام، أو بيانات خارجية مثل تقارير السوق، ضع في اعتبارك تغيّر سلوك المستخدمين المستمر، والترندات، والمواسم، وووو. باختصار، ما نفع في الماضي أو الحاضر قد لا ينفع ولا ينجح في المستقبل.
البيانات عادة مختزلة
الإقبال الكبير على هذه الخاصية، والفشل الذريع في تلك الميزة، كلها محدودة بعوامل ومتغيرات عديدة، مثل توقيت الإطلاق، ونوعية العملاء الأوائل، وبساطة وتعقيد تجربة الاستخدام، وغيرها من العوامل. ممكن ميزة "الشراء كهدية" في متجر إلكتروني نجحت لأنهم أطلقوها في موسم هدايا مثل قبل العيد، مو بالضرورة تحسين الميزة راح يضمن زيادة الاستخدام.
البيانات تحتاج أساسات صلْبة
هذه النقطة يطول شرحها، لكن باختصار تحتاج ترافيك عالي، وتتبّع دقيق، وأدوات تحليلات، ومؤشرات مُتّفق عليها بين قيادات الفريق. أي خلل بين هذه العوامل كلها يضيّع قيمة البيانات. إذا الترافيك عندك ضعيف - أو حتى متوسط - راح يعطيك نتائج مختزلة، إذا عندك خلل في التتبع راح يكون عندك قرارات كارثية والأسوأ يكون عليها "ختم" البيانات.
البيانات تحتاج وقت - أحياناً
مثلاً تحتاج تقيس رضا العملاء على تجربة الاشتراك السنوي بعد ١٢ شهر، تحتاج تصبر. هل عندك رفاهية الانتظار؟ أم تستخدم حدسك و/أو تمزجه مع محادثات نوعية مع عملائك؟
باختصار: البيانات مهمة، تساعدك، تنوّر لك الطريق، مثل الكشّاف لشخص يمشي في نفق مظلم، لكن إيجاد المَخرج وفتحة النفق مسؤوليتك، راح تحتاج أشياء أخرى جنب الكشّاف، أهمّها حدسك.
يومك سعيد 💛

أحكي تجاربي خلال تسعة سنوات في إطلاق الشركات الناشئة واستراتيجيات نمو المنتجات الرقمية، وأحياناً تجارب شخصية.