لمدير المنتج: كيف تجيب على السؤال الأكثر إزعاجًا في مقابلة العمل؟
كيف تحسب تقديرياً حجم السوق أو حجم إنفاق المستخدمين فيه؟
27 نوفمبر 2024
سؤال عادة أسأله في المقابلات الوظيفية للمتقدمين لمنصب مدير منتج، وهو الأسئلة التقديرية (Estimation & sizing)، ولأنه أكثر سؤال يخطئ ويتوتر المتقدم في الإجابة عليه، حبيت أكتب مجموعة نقاط مهمة عنه:
مثال للسؤال: "كيف نحسب تقديرياً عدد المدارس الموجودة في كل مدينة من مدن السعودية"
- اللي يسألك في هذا السياق (المقابلات الوظيفية) لا يهدف للوصول لنتيجة صحيحة منك، الهدف هو معرفة أسلوبك في حل المشاكل، ومهاراتك التحليلية وقدرتك على تفتيت المجهول وبناء فرضيات حوله.
- في المقابلات اللي متوقع يكون فيها أسئلة تقديرية، خلي معك ورقة وقلم ليساعدك في التحليل، لأن هناك أرقام كثيرة وصعب تعتمد على ذاكرتك فقط.
- لا تقفز للإجابة النهائية (الخلاصة) وأنت لم تطرح فرضيات كافية وتحلل المسألة من جميع الجوانب، تذكر أن الهدف ليس النتيجة، السائل لا يحتاج منك رقم في النهاية، هو يحتاج يشوف طريقة تفتيتك للمشكلة.
- كذلك لا تقفز للإجابة النهائية بناء على رقم تعرفه مسبقاً من إحصائيات مثلا، لأن هذا عكس الهدف من السؤال وهو تقييم مهاراتك في تفتيت وتحليل المشكلة.
- اسأل عن سياق وتفاصيل أكثر إذا كان السؤال غير واضح أو لم يقدم السائل تفاصيل كاملة.
- أثناء حلك للسؤال اشرح بالتفصيل وفكر بصوت عالي، لا تحل بصمت وتشرح في النهاية لأن الهدف فهم طريقة الحل وليس النتيجة.
- كذلك تحتاج شرح فرضياتك وتبريرها أو إعطائها مرجع، برر لماذا اخترت هذه الفرضية وهذا الرقم، (مثلاً أنا أفترض أن متوسط طلاب المرحلة الثانوية بالرياض ٢ مليون طالب لأن ….)
- أثناء شرحك لفرضياتك، توقع أن السائل يضيف بعض التفاصيل (الافتراضات) أثناء شرحك عشان تأخذها بعين الاعتبار، ليس معناها أن طريقة شرحلك وحلك خطأ، مرة أخرى ليس الهدف الخلاصة والنتيجة، بل فهم وتقييم منهجيتك في حل المشاكل.
- الأسئلة التقديرية هي أسئلة كمية (Quantitative)، لذلك ابدأ بتقريب الأرقام، مثلاً إذا أحد الأرقام هو 3,989 خليه 4,000 عشان تكون أسهل في الحساب.
- ابدأ تحليلك للسؤال بشكل واسع، مثلاً إذا كان السؤال عن عدد الهواتف الذكية اللي يتم بيعها في السعودية يومياً، ابدأ من عدد السكان في الدولة، ثم ابدأ بتقسيم الفرضية الأولى لشرائح أصغر حسب المدن، أو أعمار الأشخاص، أو الملائة المالية لهم، أو غيرها من الطرق.
- أثناء تقسيمك للشرائح، راعي العوامل المختلفة ولا تقسم بطريقة الرياضيات، مثلاً ليس كل المدن فيها نفس الكثافة السكانية، ولا مستوى الدخل والمعيشة، ولا مستوى ثقافة الأفراد، وغيرها من التفاصيل.
- بعد انتهائك ووصولك لخلاصة معينة، أعطي رأيك الشخصي فيها، هذا يعطي انطباع عنك أنك تفكر بشكل استراتيجي وتجيد التخطيط وتربيط الأمور ببعض، ليس مجرد تجاوب على سؤال. مثال لرأي نهائي: القيمة السوقية اللي وصلنا لها هي (xx) مليون ريال، رأيي أن هذا الرقم ممكن يكون أقل قليلاً من الواقع إذا أخذنا بعين الإعتبار (xx) ولذلك ممكن الفرضية (xx) نتحقق منها أكثر.
مثال لمحاكاة مقابلة وظيفية
طحت على فيديو محاكاة ممتاز على يوتيوب، وعجبتني بعض الأشياء أسلط الضوء عليها في النقاط التالية:
- المتقدم بدأ باستفسارات لنطاق السؤال (Scoping) مثل النطاق الجغرافي، وكذلك الشريحة المستهدفة، لأن السائل لم يوضح هذا في سؤاله، وهذا مهم لتكوين تصور حول التوقعات من الإجابة.
- طلب توقف لخمس ثواني للتفكير قبل الإجابة، وهذا طبيعي لأن هذا النوع من الأسئلة ديناميكي ولا يوجد طريقة واحدة للإجابة.
- شرح منهجيته قبل البدء، وهي Top-down وهي الأشهر في التعامل مع هذا النوع من الأسئلة، وهو البدء من فرضيات واسعة، ثم تضييق الفرضيات مع التقدم في الحل.
- بدء من إجمالي السكان لأنه رقم معروف وهذا مهم أن تبدأ من فرضية قوية وثابتة لأن اللي بعدها كله مبني عليه. ثم بدأ يفتت إجمالي السكان إلى: إجمالي مستخدمي الإنترنت > إجمالي مستخدمي الإيميل > إجمالي مستخدمي الجيميل، كذلك فصّل في إجابته حسب نوعية المستخدمين، الأفراد غير الشركات، وكثرة الفرضيات مؤشر جيد ويعطي دلالة أن الشخص يحلل جيداً ويعطي نتائج واقعية أكثر.
- برّر وشرح فرضياته كلها تقريباً، مثلاً عند شرحه لنسبة مستخدمي الإنترنت في أمريكا شرح لماذا يعتقد أن النسبة هي ٨٥٪ وذلك لأنها دولة متطورة، تبريرك للفرضية مهم لتوضيح أنه ليس رقم اعتباطي.
- لصعوبة حساب معدل الاستخدام اليومي، عجبني أنه بدأ من فرضية أخرى وهي المعدل الأسبوعي، وهم الناس اللي يستخدموا مرة في الأسبوع، بحيث يساعده في الرقم التالي وهو الاستخدام اليومي.
- فصّل في النسب حسب طبيعة كل شريحة، مثلاً عند حساب الاستخدام الأسبوعي للشركات حسب على خمسة أيام لأن الشركات تعمل خمسة أيام، أما الأفراد حسب على ستة أيام لأنهم غير مقيدين بأيام العمل.
هذي ملاحظات والفيديو فيه الكثير من الأشياء المفيدة، بس يحتاج ☕️
أترككم مع الفيديو:
ودمتم بخير.
نشرة يمان
كل سبتأشارك قصصي وتجاربي خلال تسعة سنوات في إطلاق الشركات الناشئة واستراتيجيات المنتجات الرقمية، وأحياناً تجارب شخصية.