لا تخطط للعام الجديد

ليش أشوف الخطة السنوية أقصر طريق للإحباط؟ وايش البديل؟

في 2015 صعدت لأول مرة خشبة المسرح لأشرح كيف أخطط للعام الجديد. كنت مهووس بالتخطيط أثناء دراستي الجامعية، استخدم مطوية شخصية لخطتي السنوية، وأنشرها بين أصدقائي ومعارفي وأشرح لهم كيف يستخدمونها. وفي يوم تواصل معي منظم فعاليات تقنية يقترح طباعتها ونشرها في ملتقاهم القادم.

أثناء الملتقى «باغتني» المنظّمين طلبوا أطلع على المسرح بعد نصف ساعة أشرح المطويّة. حاولت التهرب لكن ماقدرت. كنت متوتّر جدًا ويدي ترتجف، هناك 200 شخص أمامي ينظرون لي، أتحدّث بدون تحضير. في النهاية تحدّثت لدقائق ولا أتذكّر ايش قلت، غالبًا جبت العيد. مرّ الموقف بل حقّق صدى طيب، وفتح لي فرص وعلاقات جميلة.


مرت 10 سنوات بعدها، عشت في بيئات شركات ناشئة سريعة النمو، ومع تلك التجارب المهنية وأخرى شخصية بدأت تلقائيًا أتخفف من التخطيط السنوي. ليش؟

  • التخطيط (الزائد) يجعلك متصلّب في توقعاتك، وهذا أقصر طريق للإحباط عند أي عثرة.

  • كبشر عادة نتفائل (بزيادة) بما يمكننا تحقيقه في فترة زمنية محدّدة.

  • أو ربّما تأتيك فرص أفضل من اللي خططت لها. المرونة تساعد تشوف الفرص ثم تقتنصها.


ايش البديل للتخطيط السنوي؟

حدد توجّه عام، مثلاً تؤسس عمل خاص، تتبنى نمط حياة صحي… واترك مساحة للتفاصيل تكتشفها أثناء الرحلة وتتعرف عليها مع الوقت.

ثم ابني عادات حول هذه التوجّهات. خطوة للأمام ولو صغيرة، كل يوم، بأي ثمن.

استمر وأنت مبسوط.

استمر وأنت مهموم. 

استمر وأنت متعب. 

استمر وأنت خائف.

استمر.

انسَ مشاعرك، فقط أنجز الأمر، وستذهلك النتائج.

نشرة يمان
نشرة يمان
كل سبت

أحكي تجاربي خلال تسعة سنوات في إطلاق الشركات الناشئة واستراتيجيات نمو المنتجات الرقمية، وأحياناً تجارب شخصية.