لا تفكّر، خلّك مثل مارك زوكربيرج

في 2020م بديت رحلتي الاستثمارية في أسواق المال، في البداية دخلت أبحث عن سهم سهم، تحمّلت عبء الاختيار، والمتابعة، واتخاذ قرارات البيع والشراء وووو. مع الوقت أدركت أن الاستثمار النشط صار عبء ثقيل يستهلك وقتي وطاقتي الذهنية، ويشتت تركيزي عن أولويات أخرى في حياتي، وبدأت تدريجياً الانتقال إلى الاستثمار في الصناديق اللي تستثمر بالنيابة عنّي، وحطيت نفسي في وضعية "الأوتو بايلوت".

قصتي مع الاستثمار هي واحدة من عدة مراجعات حصلت بيني وبين نفسي مؤخراً لاستكشاف أشياء تستنزف وقتي بدون سبب وتشتني عن أهداف أخرى أكبر وأهم، ثم التعامل معها بلا رحمة وبلا هوادة.

أدركت أنه عشان أرفع إنتاجيتي وأنجز أكثر، أحتاج شيئين:

1. أتجاهل

2. أُؤَتمِت

١) أتجاهل

سألت نفسي سؤال معروف، ايش أكثر ثلاث أولويات في حياتي؟ أغلبنا يعتقد أنه يعرف إجابة هذا السؤال مع أنه الواقع مختلف. أعطي نفسك وقت كافي للإجابة، خلّك صريح بل وقاسي مع نفسك في هذا الجانب. لا تجامل، لا تسوّي حساب للمجتمع والآخرين، طاقتنا محدودة، محاولة التركيز في كل شيء ظلم لنفسك.

٢) أُؤَتمِت

مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك، اشتهر عنه لبس تي شيرت رمادي اللون، ساااادة. شخص مكانه يقدر يعيّن فريق أزياء كامل يختارون له طقم جديد كل يوم، ليش يكرّر نفس اللبس كل يوم؟ لأنه يعرف أن طاقته محدودة، ويفضّل يوفرها لقرارات أكبر وأهم.

تجربتي مع الأتمتة حالياً

مؤخراً أتمتت عدة جوانب لاحظت في عدة "جيوب" تستنزف وقتي وتأخذ من تركيز أشياء أخرى أهم وأولى:

1. التسوّق: شخصياً ما أحب التسوق والمقاضي، كنت أروح مجاملة لعائلتي. الآن نعتمد أكثر على تطبيقات التوصيل ونستفيد من هذا الوقت في قضاء لحظات أكثر جودة وهدوء

2. الاستثمار: حولت أغلب استثماراتي للصناديق بدل الشراء المباشر (باقي كم سهم لازلت جايب فيهم العيد 😂)، وفرغت ذهني لأشياء أخرى أهم.

3. الكتابة: خصصت وقت ثابت للكتابة في الصباح، حيث يكون ذهني في أفضل حالاته.

4. النشر: بدأت أجدول منشوراتي بشكل أسبوعي، وأخلّي الماكينة تشتغل لحالها.

متى لا تؤتمت؟

إذا كنت تستمع به.

يحكي Ramit Sethi وهو يوتيوبر مختص بالثقافة والتخطيط المالي، أنه رغم امتلاكه عدة شركات وأعمال تجارية، لكنه لا يزال يستمتع بكي ملابسه يومياً، ويستهويه أدق تفاصيلها، تخلّيه "يفصِل" ويفعلها بكل حب.

وصاحبي خالد يقول إذا حسّيت نفسي متضايق أدخل أطبخ لي وجبة، شخصياً أحسها غريبة علي كشخص أكبر إنجازاته في المطبخ هو البيض الأومليت وأحياناً يطلع محروق 😂.

لا تحاول تتخلص من المهام الروتينية اللي تستمع بها، أوجد لها وقت حتى لو جدولك ضيق، طوّرها ونمّيها، لأنها متنفّس لك ومصدر راحة ذهنية يطلّعك من ضغوطات الحياة المختلفة، وممكن مع الوقت تحوّله لمصدر دخل أو مشروع (لازم أرجع للبزنس هههه).

طابت أيامكم، ودمتم في نجاح ورضى 💛